ما هو الـ"باركود" وكيف يعمل؟
شادي عواد
Thursday, 20-Sep-2012 01:01
تسمّى بالشفرة الخيطية، وهي عبارة مكونة من اشكال أو رموز مختلفة، منها من هو على شكل نقاط أو مربعات أو أشكال سداسية هندسية، ولكن الشائع والمشهور منها هو على شكل خطوط متوازية سوداء تتخللها أعمدة بيضاء ذات عرض ومسافات معينة ومحددة، يمكن قراءتها عن طريق جهاز خاص
أوّل من فكر في اختراع الـ "باركود" هو "ماكس بادك" عام 1880، ولكن فكرته لم تنجح لقلة الإمكانيات في ذلك الوقت. وفي عام 1932 قام "والاس فلينت"، أحد طلّاب الدراسات العليا، بكتابة بحث بعنوان "البقالة الآلي" في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، وقام من خلاله بتوضيح طريقة استخدام هذه التقنية وشرحها. وقام بعدها "ودلاند ونورمان جوهانسن" بالعمل على تطوير هذا النظام وتقليل تكلفته، وسجّل براءة اختراعه عام 1952.

وقراءة الـ"باركود" تتم عن طريق ما يسمى بقارئ الباركود، وهو عبارة عن ماسحة ضوئية تسلّط شعاعا من الليزر على الباركود، ومن ثم يرتد هذا الشعاع مرة أخرى من خلال الخطوط البيضاء فقط، لأنّ الخطوط السوداء تمتص الضوء ولا تعكس الشعاع مرة أخرى.

وبدوره، يقوم كاشف الضوء الموجود في القارئ بتحليل الشعاع المنعكس، ومن خلاله يقوم بإرسال البيانات إلى جهاز كومبيوتر الذي يقوم بدوره بمطابقة هذه الشفرة على الشفرات المخزنة لديه، ويقوم باستخلاص كافة المعلومات المرتبطة بهذه الشفرة، مثل اسم المنتج وسعره والكمية المتاحة منه وأصنافه وسعره.

وينقسم الباركود الى نوعين مختلفين، هما: باركود أحادي البعد، وهو عبارة عن مجموعة أعمدة أو خطوط سوداء وبيضاء فقط يفصل بينها بمسافات مختلفة وهي تمثّل في النهاية سلسلة أرقام أو حروف.

أمّا النوع الثاني فهو باركود ثنائي البعد، يعطى معلومات أكثر دقة، منها على شكل صورة، كما هو الحال في الباركود الموجود على الهوية الشخصية، والذي من خلاله يمكن استنتاج الرقم الوطني وصورة صاحب الهوية.

كما هناك العديد من الاستخدامات للـ"باركود"، منها في المحلات التجارية، وفي ترتيب المستندات وإدارتها، وإعداد فهارس للوثائق، وفي تذاكر السينما والمسارح والمباريات، وفي إدارة البريد وترتيبه، وكذلك تذاكر القطارات ومكاتب ايجار السيارات وغيرها.

ومؤخراً، قامت مجموعة من الباحثين الأميركيين بتصميم نسخة من شفرات الباركود الحديثة المربعة الشكل، والتي لا تُرى بالعين المجردة، من خلال استخدام جزيئات النانو، وهي جزيئات متناهية الصغر، مع الحبر الفسفوري، والتي ستساعد في مكافحة التزوير.

وتمكّن الباحثون من التوصل إلى طريقة لطبع هذه الشفرات باستخدام أحبار تُرى فقط تحت أضواء الليزر، ما يجعلها أكثر قدرة في كشف النقود المزوّرة. وتم صُنع الشفرة غير المرئية من جزيئات النانو مع الحبر الفسفوري، التي لا تُرى إلّا بعد تسليط أشعة الليزر القصيرة تحت الحمراء عليها.

وتمتص جزيئات النانو في هذه العملية طولا معينا من الموجات الضوئية، ثم يتمّ عكسه بطول أقل حتى يمكن رؤيته في الضوء العادي، ما يزيد من صعوبة التزوير.

كما أنه يمكن قراءة الشفرات غير المرئية حتى في حالة طي الورق المطبوعة عليه لعدة مرات، ويمكن طباعته على مواد مختلفة، منها الزجاج وشرائط الأفلام المرنة، وبالتالي استخدامها في المنتجات الأكثر عرضة للتزوير.
الأكثر قراءة